المسيحية الأرثوذكسية و الأرثوذكسية الروسية هي جزء من نفس العائلة الأرثوذكسية، ولكن هناك بعض الفروق المهمة بينهما. وفيما يلي توضيح للأبعاد الرئيسية التي تميز كل منهما:
1. التسمية والاختلافات الجغرافية:
- المسيحية الأرثوذكسية هي مصطلح عام يشمل جميع الكنائس التي تتبع التقليد الأرثوذكسي الشرقي، ويشمل ذلك الكنائس الأرثوذكسية الشرقية التي تتوزع في مناطق مختلفة مثل اليونان، مصر، فلسطين، سوريا، لبنان، وغيرها.
- الأرثوذكسية الروسية هي جزء من المسيحية الأرثوذكسية، وتُشير خصيصًا إلى الكنيسة الأرثوذكسية الروسية التي هي الكنيسة الأرثوذكسية الأكبر في روسيا وأحد أهم الكنائس في شرق أوروبا.
2. التاريخ والعقيدة:
- المسيحية الأرثوذكسية بشكل عام تتبع مجمع خلقيدونية (451م) الذي قبل أن يكون المسيح إلهًا تامًا وإنسانًا تامًا في طبيعته. وهذا يشمل الكنائس مثل الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية، الأرثوذكسية الشرقية، والكنيسة الأرثوذكسية الروسية.
- الكنيسة الأرثوذكسية الروسية هي جزء من الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية التي قبلت قرارات مجمع خلقيدونية، لذا فهي تتبع نفس العقيدة التقليدية الأرثوذكسية.
3. اللغة:
- في المسيحية الأرثوذكسية بشكل عام، تختلف اللغات المستخدمة في العبادة من كنيسة لأخرى. على سبيل المثال، الكنائس الأرثوذكسية اليونانية تستخدم اللغة اليونانية، والكنائس الأرثوذكسية العربية مثل الكنيسة الأرثوذكسية السورية تستخدم اللغة العربية، بينما الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تستخدم اللغة القبطية.
- في الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، تُستخدم اللغة الروسية في العبادة والطقوس، كما يتم قراءة الكتاب المقدس والتعاليم الدينية باللغة الروسية.
4. الطقوس والعبادة:
- الطقوس الأرثوذكسية بشكل عام تشترك في الكثير من الخصائص المشتركة مثل القداس الإلهي، واستخدام الشموع و البخور، و الأسرار المقدسة مثل المعمودية و الإفخارستيا (التناول).
- الكنيسة الأرثوذكسية الروسية لديها طقوس بيزنطية تتميز بالعديد من العناصر الخاصة، مثل استخدام الموسيقى البيزنطية والتراتيل الدينية. الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أيضًا لها طقوس مميزة تخصها.
5. السلطة الكنسية:
- الكنيسة الأرثوذكسية الروسية يرأسها بطريرك موسكو، وهو رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية ويتمتع بسلطة كبيرة داخل الكنيسة الأرثوذكسية بشكل عام.
- أما الكنائس الأرثوذكسية الأخرى، مثل الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية و الكنيسة الأرثوذكسية القبطية، فتتبع تقاليدها الخاصة في اختيار رعاة الكنيسة، ولكن لا يوجد شخص واحد في السلطة يتساوى مع بطريرك موسكو في الكنائس الأخرى. على سبيل المثال، الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يرأسها البابا.
6. المواقف الثقافية والتاريخية:
- الكنيسة الأرثوذكسية الروسية تاريخيًا لها تأثير كبير في ثقافة روسيا، وهي جزء من الثقافة الروسية المتجذرة. كانت الكنيسة الروسية مؤثرة في تحديد الهوية الثقافية والدينية في روسيا لقرون.
- بينما الكنائس الأرثوذكسية الأخرى في مناطق مختلفة مثل اليونان أو الشرق الأوسط، على الرغم من تأثرها في البداية بالثقافات المحلية، إلا أن الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية تمثل ثقافات وشعوبًا مختلفة.
7. الممارسة اللاهوتية والتفسير الكتابي:
- جميع الكنائس الأرثوذكسية تتبع اللاهوت الأرثوذكسي التقليدي، ولكن الكنيسة الأرثوذكسية الروسية قد تشدد على الروحانية الروسية و التفسير الروسي الخاص للكتاب المقدس، في حين أن الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية قد تركز على التفسير اليوناني.
8. المشاركة في الحركة المسكونية:
- هناك بعض التوترات بين الكنائس الأرثوذكسية الشرقية بسبب الاختلافات اللاهوتية، لكن الكنيسة الأرثوذكسية الروسية تشارك في الحوار المسكوني مع الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية. ومن جهة أخرى، بعض الكنائس الأرثوذكسية الأخرى، مثل الكنيسة القبطية، قد تتجنب أو تكون أكثر تحفظًا في هذه المشاركات بسبب الاختلافات اللاهوتية القديمة.
الخلاصة:
الكنيسة الأرثوذكسية الروسية هي جزء من المسيحية الأرثوذكسية، وتشارك في نفس العقيدة الأساسية والطقوس الأرثوذكسية، لكن هناك بعض الفروق في اللغة، التقاليد، و الهيكلية الكنسية بين الكنيسة الأرثوذكسية الروسية والكنائس الأرثوذكسية الأخرى.