إنّ النبي الذي تدفق الماء من بين أصابعه هو النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وذلك في يوم الحديبية، كما شهد عدد من الصحابة هذا الأمر؛ فقد ثبت في الصحيحين أنّ الصحابة -رضوان الله عليهم- أصيبوا بالعطش الشديد، ولم يبقَ ماء في معسكر الجيش يشربون منه أو يتوضؤون؛ إلا ما كان بين يدي النبي -صلى الله عليه وسلم-، ففزع الناس إليه.
ولمّا سألهم عن سبب ذلك قالوا: (ليسَ عِنْدَنَا مَاءٌ نَتَوَضَّأُ ولَا نَشْرَبُ إلَّا ما بيْنَ يَدَيْكَ، فَوَضَعَ يَدَهُ في الرِّكْوَةِ، فَجَعَلَ المَاءُ يَثُورُ بيْنَ أصَابِعِهِ كَأَمْثَالِ العُيُونِ، فَشَرِبْنَا وتَوَضَّأْنَا)؛ [متفق عليه] ويزيد جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- فيقول: "لو كُنَّا مِئَةَ ألْفٍ لَكَفَانَا، كُنَّا خَمْسَ عَشْرَةَ مِئَةً".
وقد ذكر العلماء أنّ هذه إحدى معجزات النبي -صلى الله عليه وسلم- التي تكرر حدوثها غير مرة؛ حين احتاج الصحابة الماء وانقطعوا منه.