لم يثبت في النّصوص الشرعية الصحيحة ما يدلّ على وجود نبيٍّ قُتل وشُرِب الخمر في جمجمته، ومثل هذه الأمور لا تُعرف إلا عن طريق الوحي من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، فنتوقّف في ذلك الأمر لأنّه لم يثبت في القرآن ولا في السنّة.
ولكن لعلّ مَن يسأل نحو ذلك يقصد بسؤاله قصّة قتل نبيّ الله يحيى -عليه السلام-، وفي الحقيقة لم تثبت كيفية موته في الشريعة الإسلامية، بل تعدّدت آراء أهل العلم إن كانت وفاته بالموت أو القتل، وقد ذكر بعض المفسّرين في كتبهم أنّ سيدنا يحيى قُتِل بقطع رأسه، حيث ذكر الطبري وابن كثير -رحمهما الله- في ذلك في كتبهم بعض الروايات والآثار عن الصحابة.
ولكن علّق أهل العلم على أنّ غالبها من مرويات أهل الكتاب، وقال بعض أهل العلم إنّ أصحّها هو ما ذكره ابن شيبة في مصنّفه عن عروة بن الزبير، حيث قال: "ما قُتل يحيى بن زكريا إلا في امرأة بغي قالت لصاحبها لا أرضى عنك حتى تأتيني برأسه، فذهب فأتاها برأسه في طست".
ونقف في حقيقة ذلك طالما لم يثبت في النصوص الشرعية الصحيحة؛ فلا نصدّقه ولا نكذّبه، هذا والله -تعالى- أعلم.