ذكر سيّدنا عيسى البشارة بالنبيّ -صلى الله عليه وسلم- باسم أحمد لأنّه كذلك في ذاته ومسمّاه وذِكره بين النّاس، فاسم أحمد من أسمائه فعلاً، وهو أحمد النّاس في صفاته الخَلقيّة والخُلُقيّة والقوميّة والنسبيّة وغيره، وهو مشهور بين النّاس بسمعته المحمودة، وبأنّه أكثر الناس حمداً لله، وحمداً في صفاته وأخلاقه.
وقد بيّن القرطبي -رحمه الله- أنّ النبيّ محمّد -صلى الله عليه وسلم- كان حامداً لربّه فشرّفه الله بالرسالة، فهو لم يكن محمَّداً حتى كان أحمد، ثمّ قال: "فلذلك تقدّم اسم أحمد على الاسم الذي هو محمد"، وقد أخبر النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أنّ اسم أحمد من أسمائه، فقال: (أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَحْمَدُ، وَالْمُقَفِّي، وَالْحَاشِرُ، وَنَبِيُّ التَّوْبَةِ، وَنَبِيُّ الرَّحْمَةِ). [أخرجه مسلم]
هذا والله أعلم.